‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ العراق. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ العراق. إظهار كافة الرسائل

02‏/07‏/2012

اول سياره تدخل العراق


في مساء يوم الأثنين 23 تشرين الثاني من عام 1908 وصلت بغداد أول سيارة قادمة من مدينة حلب عبر الصحراء الغربية. ولم يكن الحدث بالطبع عادياً، حيث يصفه الدكتور علي الوردي في الجزء الثالث من اللمحات صفحة 240، فيقول: «وفي عام 1908 وردت الى بغداد من حلب أول سيارة، فخرج أهل بغداد للتفرج عليها،
وصار بعضهم ينظر تحتها لكي يكتشفوا الحصان الكامن في بطنها على زعمهم إذ لم يكن من المعقول أن تسير عربة من غير حصان يجرها.» كان قائد تلك الرحلة هو ديفيد فوربس، من عائلة أسكتلندية الأصل، تشتغل في تصدير عرق السوس من تركيا الى أوروبا والولايات المتحدة، ولهم شركة تدعى «ماك أندرو وفوربس» في الولايات المتحدة، وللشركة فروع في أسطنبول والأسكندرونة وكذلك في البصرة كما يذكر لوينغريك في كتابه عن تاريخ العراق المطبوع عام 1953.
وبصحبة ديفيد فوربس كان هناك سائق السيارة ويدعى واط، وكذلك ميكانيكي من مدينة الأسكندرونة حيث أنطلقت السيارة الى حلب في طريقها الى بغداد، وفي مدينة حلب التحق بالمجموعة طباخ وكذلك أحد البدو كدليل للطريق. وكان قد تم وضع خزانات وقود إضافية الى السيارة وكذلك خزان لوضع بعض اللوازم الإضافية من فؤوس وجرافات وحبال. وضع ديفيد فوربس مقالة طويلة في أحدى المجلات الأمريكية يصف فيها تلك الرحلة.
الرحلة من حلب الى بغداد
بعد الوصول الى حلب من الأسكندرونة والأستراحة فيها، أنطلقت الرحلة الى بغداد مع فجر يوم الأثنين 16 تشرين الثاني 1908. صادف ليلة الأنطلاق أمطار غزيرة في حلب ألا أن الطريق كان سالكاً الى حد ما، تتخلله بعض الصعوبات في اجتياز الأراضي الوعرة والوديان المتعددة. إضافة الى معوقات أخرى، فالبرد القارس في الصباح كان يؤخر تشغيل السيارة وكذلك وصول رمال الصحراء عن طريق خزان الوقود الى مصفى الوقود (الفلتر)، حيث تم تنظيف المصفى مرات عديدة منذ الأنطلاق من حلب حتى الوصول الى بغداد. في يوم الأربعاء 18 تشرين الثاني وصلت السيارة الى مدينة ديرالزور، حيث تم التزود بالوقود الذي كان قد أرسل سابقأ ووضع في أحد خانات المدينة. وكان هذه مدعاة لتجمع أعداد كبيرة من الأهالي لرؤية السيارة ما يتطلب تدخل الشرطة لتفريق تلك الجماهير.
وصلت الرحلة الى مدينة (عانه) مروراً بمدينة القائم يوم 19 من الشهر، ولمدينة عانه موقع جغرافي رائع وفريد في سهل وادي الفرات، حيث يخترق النهر جانب المدينة وهناك شارع طويل ضيق لعدة أميال بين حافة الوادي وحيطان البيوت القريبة. كان على السيارة أختراق هذا الزقاق الطويل وبصعوبة للوصول الى خان المدينة، ولم يكن باب الخان يسع لدخول السيارة فتركت السيارة في الشارع حتى صباح اليوم التالي مغلقة الشارع تماماً أمام المرور.
في تلك الفترة كانت الشركات الألمانية تقوم بأعمال مد خط سكة حديد بغداد-برلين عبر الأنضول، وكانت الناس تأمل بتحقيق ذلك الحلم الكبير بالنتقل بين بغداد وأسطنبول بسهولة. وحينما وصل ديفيد فوربس بسيارته الى عانه، يقال أن مأمور التلغراف في المدينة سارع لإبلاغ بغداد «لقد وصل أخيراً الشمندفر (القطار) في طريقه الى بغداد.»
كانت خطة ديفيد فوربس بالعبور الى الضفة الأخرى من نهر الفرات في مدينة عانه، فتم احضار عبارة في اليوم التالي، لكن كانت المشكلة في صعوبة تحميل السيارة الى العبارة، أضافة الى ضحالة مياه الفرات في عانه. أقترح أهالي عانه بالنزول زهاء الساعة عن المدينة حيث تكون المياه أكثر عمقاً وربما هناك أرض اسهل لتحميل السيارة. خلق هذا مشكلة جديدة، فالوصول الى تلك المنطقة يتطلب العبور العديد من الترع والسواقي المخصصة لسقي الأراضي الزراعية. فقضي معظم أوقات نهار ذلك اليوم بردم تلك السواقي حتى الوصول الى المكان المطلوب، ولم يكن من السهل تهيئة الأرض لتحميل السيارة الى العبارة عندما حل الظلام. في صباح اليوم التالي، وكان يوم جمعة، صادف مرور مجموعة من الجنود من بغداد في طريقهم الى ديرالزور، فكانوا عوناً كبيراً في تحميل السيارة الى العبارة وأنزالها في الجهة الأخرى من النهر، وكان الأمر في غاية الصعوبة حيث كادت السيارة ان تنحدر في النهر في أحدى اللحظات، ولم تتم العملية الا بعد منتصف النهار.
الطريق من عانه الى بغداد كان سهلاً في أغلب الأوقات، وكان من الممكن حتى كتابة رسالة وبدون صعوبة، لكن في بعض الأحيان يكون الطريق خطراً للغاية، فبعض المناطق الصخرية أدت الى أتلاف عدد من الأطارات. وحينما لاحت في الأفق مآذن وقباب الصحن الكاظمي قبل المغيب في يوم 23 من الشهر حدث عطل جديد في أحد الاطارات، وكانت جميع الأنابيب المطاطية الداخلية (الجوب) الاحتياطية قد نفدت فكان لابد من ملء الاطار بالحشائش والمزروعات والسير ببطء حتى الوصول الى بغداد. لم تتمكن السيارة العبور الى الرصافة عندما نفذ الوقود بالكامل بالقرب من الجسر، فتركت السيارة مع الميكانيكي في حظائر العربات القريبة في الكرخ. يقول ديفيد فوربس في اليوم التالي رجعت لتفقد السيارة وكانت هناك جمهرة كبيرة من الناس في الشارع الضيق الى مدخل الكراج وكان صاحب الكراج يستوفي أجور لقاء الدخول ومشاهدة السيارة. فقد أشيع في بغداد بأن الشمندفر قد وصل الى بغداد. كانت رغبة فوربس بالعودة بالسيارة الى الشام لكن نفاد الوقود وعدم توفره في بغداد، حال دون ذلك إذ كانت الرحلة قد استهلكت 136 غالوناً (أكثر من 500 لتر) من الوقود، وكذلك إصابة السائق واط بالتيفوئيد من شرب المياه الملوثة في الطريق، ترك ديفيد فوربس السيارة في بغداد ورحل الى البصرة ومنها الى الهند عائداً الى بلاده.
تذكر الكثير من الأدبيات العراقية أن حمدي بابان، كان أول من امتلك سيارة في بغداد، فربما أن السيارة التي تركها فوربس هي ذاتها أصبحت ملكاً لحمدي بابان، خصوصاً أن تلك المصادر لم ترو لنا كيف وصلت السيارة الى بغداد. وكان حمدي بابان من أغنياء بغداد وهو عضو في المجلس البلدي لمدينة بغداد في العهد العثماني





30‏/06‏/2012

قصة العلم العراقي



قصة علم


تبدأ رحلة العلم العراقي منذ بداية تأسيس الحكم الوطني في العراق حيث قررت الحكومة العراقية وضع الدستور العراقي الدائم والذي نص في احد بنوده الاساسية على اوصاف العلم العراقي واهميته بالنسبة للدولة العراقية الحديثة .
العلم العراقي في الدستور الملكي
في سنة 1925 صدر القانون الأساسي العراقي (الدستور الملكي) ونص في المادة الرابعة على أوصاف العلم العراقي‘ إذ ذكر الدستور في هذه المادة ما يأتي: (يكون العلم العراقي على الشكل والأبعاد الآتية: طوله ضعفي عرضه ويقسم أفقياً الى ثلاثة ألوان متساوية ومتوازية أعلاها الأسود فالأبيض فالأخضر على ان يحتوي على شبه منحرف أحمر من جهة السارية تكون قاعدته العظمى مساوية لعرض العلم والقاعدة الصغرى مساوية لعرض اللون الأبيض وارتفاعه ربع طول العلم وفي وسطه كوكبان أبيضان ذوا سبعة أضلاع يكونان على وضع عمودي يوازي السارية.
وقد استمر العمل بنشر هذا العلم حتى انهيار النظام الملكي وقيام الجمهورية الأولى (جمهورية عبدالكريم قاسم) في 14 تموز 1958.
عَلم الجمهورية الأولى
لم يتطرق دستور 27 تموز 1958 الى أوصاف العلم العراقي على نحو ما فعل الدستور الملكي وانما ترك ذلك الى القانون الذي يتم اصداره لذلك نصت المادة (6) من دستور الجمهورية الأولى على ان (يعين علم العراق وشعار الجمهورية العراقية والأحكام الخاصة بهما بقانون) وفعلاً فقد صدر قانون علم الجمهورية بالقانون رقم 102 لسنة 1959 المنشور في الجريدة الرسمية (الوقائع العراقية) بعددها 189 في 27/ 6/ 1959 الذي نص على ان العلم العراقي الجديد يتألف من الألوان الأسود والأبيض والأخضر والأحمر والأصفر وهي الألوان التي تمثل أدواراً مجيدة في تاريخ العراق وعلى ان يكون شكل العلم مستطيلاً طوله ضعف عرضه ويقسم عمودياً الى ثلاثة مستطيلات متساوية أولها من جهة اليسار الأسود فالأبيض فالأخضر ويتوسط المستطيل الأبيض النجم ذو الثمانية رؤوس وهو النجم العربي لونه أحمر رمزاً لثورة 14 تموز وتتوسط النجم دائرة ذات لون أصفر يحيط بها حزام أبيض. أما المادة الثانية من هذا القانون فتشير الى ما ترمز اليه سمات هذا العلم وألوانه فاللون الأسود لراية الرسول وراية العرب في صدر الاسلام واللون الأخضر لراية العلويين واللون الأبيض لراية العرب في الشام واللون الأحمر لراية ثورة 14 تموز وراية العرب في الأندلس واللون الأصفر لراية صلاح الدين الأيوبي ويمثل النجم المثمن الأحمر والدائرة الصفراء العرب والكرد.
علم الجمهورية الثانية
وبعد انقلاب 8/ 2/ 1963 على حكومة الجمهورية الأولى فان رجال الجمهورية الثانية رفضوا العلم الملكي وعلم الجمهورية الأولى ووجهوا وجوههم شطر الجمهورية العربية المتحدة (وحدة سوريا ومصر) وعلى الرغم من ان دستور هذه الجمهورية (القانون رقم 25 لسنة 1963) لم ينص على ما يتعلق بالعلم العراقي فقد صدر قانون العلم العراقي رقم 28 لسنة 1963 في 30/ 4/ 1963 متأثراً بالعلم الخاص بالجمهورية العربية المتحدة التي قامت بعد وحدة مصر وسوريا على الرغم من ان هذه الجمهورية انتهت بانفصال سوريا عن مصر سنة 1961 وتم نشر هذا القانون بالجريدة الرسمية في العدد 812 في 8/ 6/ 1963 حيث قرر هذا القانون بأن العلم العراقي يتكون من ثلاثة ألوان الأسود والأبيض والأحمر لثلاثة نجوم كل منها ذات خمس شعب لونها أخضر على ان تكون الذؤابة الخامسة فوق الخط النجمتين المجاورتين الى الأعلى. والمسافات بين النجوم الثلاثة وحافتي العلم متساوية ويكون العلم مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله ويكون من ثلاثة مستطيلات متساوية الأبعاد بصورة أفقية أعلاها اللون الأحمر وأوسطها اللون الأبيض وأسفلها اللون الأسود وتتوسط النجوم المستطيل الأبيض. وقد استمر العمل بهذا الشكل على الرغم من صدور تشريعات جديدة حتى يومنا هذا.
علم الجمهورية الرابعة
واذا كانت الجمهورية الثالثة (جمهورية الأخوين عبدالسلام وعبدالرحمن عارف) قد اعتمدت القانون السابق بشأن علم العراق. فان دستور 21/ 9/1968 الذي جاء بعد الاطاحة بنظام الأخوين نص في المادة (6) على ان يعين العلم العراقي والشعار العراقي والأحكام الخاصة بهما بقانون وهذا ما قررته المادة (9) من الدستور العراقي لسنة 1970 الذي استمر لغاية 9/ 4/ 2003 حيث نصت تلك المادة على: (علم الجمهورية العراقية وشعارها والأحكام المتعلقة بهما تحدد بقانون) وعلى الرغم من ان العلم العراقي ذا الأصول المصرية (وحدة مصر وسوريا) تم الغاؤه من مصر منذ أكثر من ثلاثين سنة فان قانون العلم العراقي استمر مصرياً. وعلى الرغم من التعديلات البسيطة جداً كاضافة كلمة (الله أكبر) وهكذا استمر العلم في العراق لمدة تزيد على (40) سنة في حين انه لم يستمر في مصر أقل من نصف هذه المدة وعادت
مصر وألغت العلم السابق. وفي سنة 1986 صدر قانون جديد للعلم العراقي لا يختلف عن العلم السابق بتكوينه وأشكاله سوى شرح لبعض المفردات فقد ذكر ان العلم مستطيل يبلغ عرضه ثلثي طوله وينقسم الى ثلاثة مستطيلات أفقية متساوية الأبعاد ويكون الأعلى منها أحمر والأوسط
أبيض والأسفل أسود واستمر قانون العلم رقم 33 لسنة 1986 بالقول: وتكون في المستطيل منها ثلاثة نجوم خضراء خماسية الزوايا وتكون المسافات متساوية بين كل نجمة وبينها وبين حافتي العلم وذلك وفق الشكل الملحق بهذا القانون. وتمثل ألوان العلم كما يقول القانون ألوان الرايات العربية وتمثل النجوم الثلاثة الوحدة والحرية والاشتراكية.
رحلة العلم في مجلس الحكم
تضمن قرار مجلس الحكم في 5/ 1/ 2004 تشكيل لجنة تتولى تحديد شكل العلم العراقي الجديد والنشيد الوطني الجديد على ان تقدم التوصيات الى المجلس خلال اسبوع وكانت اللجنة مشكلة من الدكتور عادل عبدالمهدي والشيخ عبدالكريم المحمداوي ونصير الجادرجي وسمير الصميدعي وفرست أحمد وصدر قرار مجلس الحكم 72 في 28/ 4/ 2004
متضمناً اعتماد التصميم المرفق ليكون علماً مؤقتاً لجمهورية العراق لحين انتخاب الجمعية الوطنية وإقرار العلم الدائم.. وقد تم تصميم هذا العلم من قبل الفنان رفعت الجادرجي وتم اختياره من بين (30) تصميماً ويتكون من اللون الأبيض مع خطوط متوازية في الربع الأسفل بالألوان (أزرق، أصفر، أزرق) والخطان الأزرقان يمثلان دجلة والفرات والخط الأصفر يرمز الى القومية الكردية وهنالك هلال أسلامي أزرق في وسط المنطقة البيضاء.. وقد أوردت الجرائد في وقتها هذه التفاصيل ودفاع صاحب التصميم عنها. ولم تتول َ الجمعية بحث موضوع العلم كما ان مجلس النواب هو الآخر لم يتول َ تنفيذ أحكام المادة (12) من الدستور الجديد الخاصة بالعلم لأسباب يطول شرحها.


مراحل تغيير العلم
من سنة 1921 الى 1991
وانتهى العمل بالاخير الى غاية 2004.وتم الاخذ بالشكل الجديد