‏إظهار الرسائل ذات التسميات حضارات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حضارات. إظهار كافة الرسائل

17‏/12‏/2012

سر بناء الكولوسيم ( مسرح روما )




لماذا بني الكولوسيم او ما يسمى بمسرح روما

تقول الاسطورة: مادام الكولوسيوم قائما ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره.

 شيد هذا المبنى الضخم على شكل مدرج ومسرح نصف دائري في وسط العاصمة الايطالية منذ الفي سنة كأكبر شاهد على عظمة العالم القديم والإمبراطورية الرومانية. حين تتجول هذه الايام في أروقة الكولوسيوم تحس وكأن الاحجار تتكلم وتخاطبك الآثار بما مر عليها من غزاة صنعوا التاريخ.
والكولوسيم هو أضخم مسرح روماني قديم مقام في الهواء الطلق، ولا يزال يُعدُّ من بين أفخم الأمثلة على فن المعمار والهندسة الرومانية على الرغم من أنه مجرد أطلال الآن. ويقع هذا المسرح على مقرُبة من وسط مدينة روما الحالية.
وهو مؤلف من أربعة طوابق يحمل الطابق الاول اعمدة من النوع الدوري (وهو أبسط وأقدم نوع من الاعمدة في الهندسة المعمارية الاغريقية) ويليه طابق تحمله اعمدة من النوع الايوني (نسبة الى ايونيا اليونانية) ثم ترى الطابق الثالث تحمله اعمدة من النوع الكورنثي (نسبة الى كورنث في اليونان التي اشتهرت قديما بالترف والتهتك وتزدان تيجان الاعمدة بزخارف تشبه اوراق الاشجار) وله ثمانون مدخلا مثل ملاعب المدن الرياضية الحديثة أما داخله فينقسم الى ثلاثة اقسام: المسرح المدور أو مكان التنافس
والمنصة العالية ومقاعد المتفرجين وتنقسم حسب طبقاتهم من الاشراف وأعضاء مجلس الشيوخ وبقية أفراد الشعبوقد انتبه الرومان منذ ذلك الوقت الى ضرورة السيطرة على مواطنيهم بتوفير الخبز وتسليتهم بالرياضة. 
وقد أقيم المدرج بالقرب من دار الامبراطور نيرون الذي أحرق روما كتعويض لأهلها عن الضيم الذي لحق بهم بعد مصادرة نيرون لأرضهم وسمي كولوسيوم نسبة الى تمثال نيرون البرونزي الضخم في شكل اله الشمس وارتفاعه 38 مترا، والذي كان منتصبا بالقرب من المدرج في أول شارع النصر (أو المنصة الامبراطورية الان) بعد أن جره 12 فيلا لإقامته في ذلك الموقع وبني بالقرب منه قوس قسطنطين عام 315 بعد الميلاد تكريما لنصر الامبراطور الذي بنى القسطنطينية والذي قلده الفرنسيون في قوس النصر بباريس. وتم تحطيم التمثال في القرن السادس بأمر من البابا غريغوري الكبير حين تنصرت روما وردا على اضطهاد المسيحيين ثم اجبارهم على مصارعة الاسود.

01‏/08‏/2012

حضارة ألانكا






أمريكا الجنوبية..

تعد ثالث قارات العالم من حيث المساحة..

تنحدر أصول سكانها من قارة آسيا..

وتعرف بأراضيها المتدرجة من قمم سلسلة جبال الانديز البركانية على طول الساحل الغربي إلى السهول الخصبة في الوسط والشرق والتي تقطع مراعيها الخضراء أنهار عديدة تصب معظمها في المحيط الاطلنطي على الساحل الشرقي.
تتميز أراضيها بخصوبتها ناثرة الخير في معظم أرجاء القارة..
جاء إليها البرتغال وتبعهم الإسبان في منتصف القرن السادس عشر إبان أوج مجد الامبراطوريات الأوروبية وسباقها المحموم نحو اكتشاف العالم الجديد كما اطلقوا عليه.
بهر من تناودا بالحضارة الأوروبية وسيادتها بوجود حضارة ضاربة في القدم امتدت من شمال الاكوادور وحتى دولة شيلي، بنتها شعوب هندية بدت للناظرين متخلفة في شكلها وطريقة معيشتها ولكنها تركت بصمة محيرة وأساطير تقول انها أتت من الفضاء الخارجي لروعة الإرث المعروف بحضارة «شعوب الأنكا».

تحيط ب «كوسكو» العاصمة أربع مدن رئيسية بطرق غاية في دقة الاناقة والتعبيد قدرت اطوالها ما بين عشرة إلى خمسة وعشرين ألف كيلومتر تعد من عجائب شق الجبال في تلك الحقبة التاريخية ومنها ما هو خاص فقط بالملك وأسرته ومنها ما هو للخدم، تتجه لأربع ولايات رئيسية تمثل «شينشايسويو» الموجودة في كولومبيا الحالية و«كونتيسويو» في شيلي الآن و«كولاسيو» في دولة بوليفيا و«انتيسويو» في الأرجنتين الحالية وتلك المدن التي ما زالت موجودة تبين الحجم الشاسع لأراضي امبراطورية الأنكا.
تآمر المستعمر
في إرث الأنكا الحضاري يوجد ثمانية ملوك اسطوريين ابتداء من المؤسس «مانكو كوبهاك» وحتى «ويراكوشا»، تواصل حكم الأسر المالكة حتى أربعة عشر جيلا.
عندما وصل الغزاة الأوروبيون إلى المنطقة في عهد الملك «باشاكوتك» عام 1471م دخل جيل كامل من الملوك في صراع مرير امتد لزمن طويل تغلب فيه سلاح الرجل الأبيض الناري ودهاؤه السياسي ومؤامراته على ملوك الأنكا فتارة يغتال أحدهم وتارة يهادن حتى وصول الإمدادات من أوروبا حتى استطاع الكابتن الإسباني «مارتن جراسيا» مصاهرة ملكهم «توباك اماريو» ومن ثم أسره وتخلص منه حتى دانت له كوسكو حاضرة الامبراطورية في العام 1572م وبدأ في سلب خيرات الحضارة الموغلة في القدم منذ حوالي 1200 عام قبل الميلاد.
اتخذ الاسبان مدينة «كوزكو» حاضرة لهم حتى دمرها زلزال قوي عام 1650.
صور الحضارة والحكم
كلمة «أنكا» تعني الملك أو الابن الأوحد للشمس ومن المظاهر الغريبة انه يتزوج بأخته الشقيقة للمحافظة على الدم الملكي وتسمى الملكة «كويا» ويعتبر الاثنان منحدرين من إله الشمس وفق عبادتهم الخاطئة، ويقال ان نسل الامبراطورية كان به أربعمائة طفل من هذا الهجين كما ان للملك وحده حق منح زوجة إضافية للنبلاء من علية القوم..
وما زالت هذه العادة تجري إلى الآن بين الأغنياء الاقطاعيين في مجاهل غابات «بيرو» و«الاكوادور» و«بوليفيا» وبعض دول امريكا اللاتينية.

بنى الانكا هرما اجتماعيا رأسه شخص عرف كحاكم مطلق ومن بعده تأتي طبقة «الاوريجونز» النبلاء أو ذوو الآذان الكبيرة لما يعلقونه عليها من حلي ثقيلة ومن بعدهم «الرونا» أو العامة من الناس ثم خدم المنازل أو «اليانكوناز» ومن ثم العبيد أو «الميتيمايز» ومن مظاهر ملوك الأنكا أن من يريد الدخول على الملك يجب عليه ان يحمل ثقلاً عظيماً على ظهره وان يدخل زحفاً ولا يرفع عينيه عن الأرض عند الحديث مع الملك الذي عادة ما يكون محاطا بعدد من زوجاته وذلك لمسح لعابه عند الحديث لمنع السحر الذي قد يحمله العوام ليصيب الملك!!
ويحمل الملك على هودج من الذهب الخالص ويرتدي ثيابا من أجود أنواع الصوف وعادة لا يلمس الأرض برجليه ويحمل صولجان الملك الذهبي ذا الثلاثة صقور ويرتدي قناعاً ذهبياً على شاكلة شمس يسمى «ماسكايباشا» يتدلى منه حبل ذهبي مجدول يسمى «لولايتو» ويعتمر قبعة من ريش النعام وحلقين ذهبيين وغطاءً من الجلد وصوف الفيكونا النادر من القدم وحتى الخاصرة المرصع بالأحجار الكريمة والتركواز.
 

ولامتداد أراضيهم بين منحدرات جبال الانديز الباردة نجد أنهم مهرة في غزل الصوف وحياكة الملابس ذات الطبقات اتقاء لشر البرد يوشحها أغنياؤهم بالذهب والأحجار الكريمة التي تكثر في المملكة كنتاج طبيعي للبراكين فهو يوجد على شكل اشبه بالجاهز عند مصبات الأنهار دون تعدين يذكر مما جعلها مطمعاً للغزاة الاسبان ومن بعدهم البرتغاليين في التاريخ الحديث، عرف الأنكا التحنيط كما في حضارات وقدماء المصريين والنوبة السودانية كما بنوا اهرامات مدرجة موجودة في المكسيك إلى الآن لحفظ مومياوات الملوك «مالكيي» ومقتنياتهم التي يزعمون أنهم سيستعملونها في الحياة الآخرة.

اللغة الرسمية للدولة سميت «رونا سيمي Runa Simi» وهي لم تكتب إلى الآن، بل تّم توارثها شفاهة، اعتمد الانكا قانونا حياتيا يقول بأنك تعاقب لو كنت «لصا أو كاذبا أو كسلان» وقد سرى هذا القانون بقوة على العوام من الناس.

عُرف الأنكا بهندسة مقاييس دقيقة تجلت في وجود نحاتين قلما عرفت الحضارات القديمة مثلهم لأنهم ببساطة لم يُتح لهم الأخذ من أي من الحضارات في منطقتهم مما أوجد الأساطير والخرافات عن كيفية نقل ونحت الصخور بتلك الدقة وكأنهم استعانوا بسكان كواكب أخرى، بنوا معابد الشمس «الواكاس»، وبناء الكباري المعلقة «الشاكا» بين ممرات الجبال الشاهقة ومجاري الأنهار الجبلية الهادرة مستخدمين حبالا منسوجة مدعمة بمعادن على سقالات خشبية ضخمة بحيث يسحب الشخص حبلاً معيناً يأخذه من قمة لقمة فيما يشبه البكرات وعمم هذا النظام مهندسون مدربون على طول شبكة الطرق في الامبراطورية، دعمت تلك الجسور نظام البريد المعروف باسم «شاسكي» الذي استخدم فيه الشباب الأقوياء الذين يمتطون حيوان «اللاما» ذا الشبه الذي يجمع ما بين النعامة والحصان لنقل رسالة شفهية، مادية او بنكنوت وضرائب ملكية تعرف ب«كوبيكو» ولمسافة تتعدى 250 ميلاً في اليوم بين مطارق جبلية غاية في التعرج مما يدل على بأس هنود الانكا، فقد نجح الانكا إلى حد كبير في الربط ما بين الصخور المنحوتة بدون مواد رابطة، فكانت قراهم عبارة عن بيوت بنيت بشكل طبقي من صخور ضخمة وجدت في حضن جبل يطل على وادٍ صالح للزراعة، وتشمل هذه المنازل غرف الضيافة والنوم ومخازن الطعام كلاً حسب حاجته من التهوية والضوء بأنامل فنية ماهرة أذهلت علماء الآثار أخذت علمها بفطرة من المولى سبحانه وتعالى، وقد عُزي ذلك إلى ان المنطقة ذات طبيعة بركانية تشتهر بأنها أشهر حزام للزلازل في العالم مما جعلهم يحتاطون ولا يلجأون إلى استخدام المواد الطينية الرابطة بل يعتمدون على حفر قطعة صخرية واحدة ضخمة الحجم يقيمون فيها سكنهم المريح مما جعل من مدنهم وقراهم مدرسة لمهندسي العمارة الحديثة إلى الآن.
لقد حبا الله الانكا بفن المحابس الزراعية قبل غيرهم من كافة الحضارات حيث ان أراضيهم البركانية الخصبة لم تكن لتصمد أمام الهطول العنيف لأمطار الجبال ولكنهم ابتكروا نظاماً متطوراً للري بحيث يحجز الماء فيما يشبه السد ومن ثم يروي الأرض شيئاً فشيئاً دونما تجريف أو خسارة تذكر.
المعتقدات لدى الأنكا
الأنكا شعوب ضاربة في الوثنية الكاملة، فالحيوانات والطيور مثل الكاجوار أو أسد الجبال والبومة والمظاهر الطبيعية مثل الرعد والبرق بنوا لها المعابد المحمية وكانت العبادة يعين لها كهنة يعدون بمثابة الوسيط بين العامة وما يعبدونه «ويراكوشا» وزخرفوا تلك المعابد بالذهب والأحجار الكريمة وكان يقدم لها القرابين الغريبة مثل ذبح بنت يتيمة الابوين لم تبلغ عند بداية موسم المطر..
ولكن أعاد بعض علماء التاريخ التحول إلى تقديس الشمس وسموا وثنيتهم هذه «أنتي» أو ابن الشمس وبنوا الاهرامات المدرجة لذلك الغرض لتصل لشعاع الشمس فوق غابات نهر الأمازون الكثيفة دليلاً على تمدنهم النسبي بعدما توحدوا ووسعوا رقعة الامبراطورية.

للأنكا وادٍ يسمى «Machu Pichu ماشو بيشو» يعتبرونه مقدسا ويقطع الوادي نهر «أوروبامبا» المقدس عندهم، ويحرصون على المرور به والاغتسال من ماء النهر لاعتقادهم أن قوة خارقة تعتري الشخص الذي يمر به، والغريب أنهم يبتلعون حصاة صغيرة من أحجار هذا الوادي بل وأعشابه أو يضعونها تحت ألسنتهم أو جلودهم أو حتى مخادعهم ظنا منهم جهلا أنها ترد الأعداء و تجلب الحظ أو تشفي السحر وتزيد من قوة الجنس أو جهاز المناعة ضد الأمراض.